ذكر دائماً فرحة النجاح في جميع خطواتك حتى تستطيع الوصول إلى هدفك بدون تردد وتحمل لمجتمعك المنفعة لتصنع جيلاً قادماً يؤمن بالمثابرة والعطاء ويجعل النجاح نصب عينيه، لأن عقلك سيستيقظ يوماً ما لصحوة قلبك وقوة رغبتك وهتاف طموحك"
(عائدة القرني)
لايأس مع الحياة، تجيء هذه العبارة ببساطة في سياق بعض الحوارات أو المناقشات الشخصية، وهي تحمل معنى يسمو على الدوام، وهو أن يكون الإنسان متفائلاً دائماً، وأن يجعل أمامه هدفاً يعمل ويسعى لكي يصل إليه ليكون لحياته معنى يبرهن على وجوده كإنسان يعي ويدرك ويفكر في مصلحته المرتبطة بمصالح الجميع، فهو يقوم بالدور الذي خلق من أجله، حيث تقوده الرغبة المتأتية من الاستعداد الفطري، ثم يطوره بتحديد الهدف ومن ثم التوجه بالوسائل الكفيلة بالوصول، والتواصل مع ما يحقق له السعادة التي ينشدها، وقد تكثر التوجيهات من ذوي التجارب، وأصحاب العقول التي تعمل في سبيل النمو والتماهي مع الحياة ومتطلباتها، ويأخذ منها كل من يحتوي عقله التَّفكر والتَّدبر في السلوكيات الماثلة أمامه، وما هو بعيد عنه، فالطموح والأمل من أساسيات التفاؤل الذي يقود إلى تحقيق الهدف، ويفتح الأبواب أمام كل متحرك ومستزيد غير متردد في خدمة الجميع من خلال ما تقدمه الذات من أعمال مقوماتها النجاح.
كل من موقعه يخدم المجتمع، ولكل طريقته، فهو يتحرك حسب قدراته ومكتسباته، فالكاتب عندما يتطرق إلى الموضوع في النقد الاجتماعي لابد أنه قد استعد وحضر له بالدراسة والتفكير، فهو يبسط الموضوع مبيناً السلبيات والإيجابيات ومن ثم يطرح الحل الذي يرى أنه يُرضي الجميع، ويُفيد الآخرين ممن يتناولون الحياة الاجتماعية في كيفية عملية التطرق إلى المواضيع التي تهم الجميع بالنصح والتوجيه والمعالجة.
(كي لا تكون ميتاً على قيد الحياة) هو العنوان الذي اختارته الكاتبة (عائدة القرني) لكتابها، واستعملت فيه أسلوب الاقتضاب، وتكثيف الأفكار التي كانت جميعها في مدار التوجيه والنصح والإرشاد لحياة يسودها ويقودها الأمل والتفاؤل، وقد كان التوفيق كما أرى من نصيبها في اختيار المواضيع وطريقة العرض ووضوح الفكرة، فهي تتكئ على أن (ما مضى مضى) بمعنى أن الالتفات إلى الوراء يعيق السير إلى الأمام، فالحياة قوامها المعايشة والعمل وفق ما يتطلبه الوقت الراهن الذي يهدف إلى الآتي، فعلى طريقة (ميخائيل نعيمة) في كتابه (كرم على درب) تفتتح بومضة: "دوماً الوصول إلى الهدف.. كلعبة بها مراحل عدة، فيها الصعب والسهل والكثير، اعمل جاهداً لتتخطاها، فتصل إلى ما تبحث عنه"، وتكون بعد الومضة وقفة مكثفة مؤداها التوجيه: "يجب أن نرتقي إلى الأمل فبه لا نرى سوى الغد، نشعر وكأننا ولدنا من جديد.. ننتظر الفرح، ونبتسم ويزول كثير من على عواتقنا إذا نظرنا إلى الغد بصورة مشرقة متفائلة نقية من اليأس والخذلان. مرتوية أرواحنا بعناقيد السعادة، ومفعمة عقولنا بالحنكة والحكمة"، في الكتاب حكم وأمثال وأوابد مسبوكة بإبداع لكي تصل إلى المتلقي دون عناء، وبعضها يحوي تضمينات لحكماء.
في (المنعطف الأخير) تسجل عائدة: "المستقبل بحاجة إلينا، وبحاجة أيضاً إلى قدراتنا، فلنبتدئ بالثقة والإصرار والعزيمة كي نغير ثقافة النظرة المعتمة والكلمات السلبية والتردد في اتخاذ قرار يعدل سير حياتنا. نغير من كلماتنا المحبطة ونستبدل بها التحفيزية وبالمجتمع السلبي الذي ينتشلنا ولا يوقعنا. اترك نظرتك دائماً إلى الأمام، واستمع لصخب الأمنيات والأحلام بداخلك. إياك أن يلفت انتباهك غراب التشاؤم".
هي خطوة في الطريق الصحيح الذي يتطلبه الحاضر المنطلق وهو ينظر في كل الاتجاهات لملء لهاث الوهم بالإلمام بكل شيء عند المتلقي الحالي، لكون طبيعة الحياة أخذت في السرعة وتقاربت الأفكار والمعالم فالعالم المترامي الأطراف أصبح في دائرة الضوء المتمثل في شاشة وسائل الاتصال والتواصل السريع، فأوجدت التغريدة، والهاشتاق، فكانت الكتابة المكثفة.
(الرياض )