رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، مساء اليوم الأحد، فعاليات منتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي تحت شعار “من الرؤية إلى الإنجاز.. استثمر في مكة”، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للمنتدى، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء.
وأطلق سمو أمير منطقة مكة المكرمة خلال الحفل استراتيجية المنطقة للعشر سنوات المقبلة ، ثم ألقى سموه كلمة بهذه المناسبة قال فيها: “أقول شكرًا للحضور لكل مواطن غيور أراد التزود بالسؤال عن حقيقة كانت خيال. إنها رؤية الحالمين القادرين على تحويل الخيال إلى يقين يا أهل منطقة مكة. نحن على مشارف نُقلة فهل نُشعل لها شُعلة. أيها المشارك المنتظر ماذا تقول لقائدٍ ظفر كأني أسمعك تقول: أيها السلمان العظيم وابن سلمان الكريم اضرب بنا البحر والبر ستجدنا الشريك الأبر إن شاء الله وعلى بركة الله”
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز كلمة بهذه المناسبة، رحَّب فيها بالحضور في النسخة الأولى من منتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي الذي تنظمه إمارة منطقة مكة المكرمة بالشراكة والتنسيق مع الغرف التجارية الصناعية بجدة ومكة المكرمة والطائف الذي سيحقق أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بأن تكون المملكة نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على جميع الأصعدة.
وقال سموه : “منذ انطلقت عقارب ساعة الزمن لم تتوقف عند حد بل كانت تشكل منعطفًا عند كل فترة من فتراته، ولا يخفى على كل ناظر ما يشكله ذلك في هذه الحقبة من تاريخ وطننا الحبيب، منذ نشأته على قواعد من نور مستمدة من شريعته الإسلامية الغراء”.
وأضاف سموه: “من مكة المكرمة.. ورحلة الشتاء والصيف… ومن زمزم والحطيم بدأت قبل نحو 1440عامًا رحلة الإسلام فكانت أعظم رحلات التاريخ على الإطلاق، حيث التاريخ العريق.. من جدة التاريخية.. من الهدا والشفا، من كل هذا الماضي ومن حاضرنا الذي نحن فيه، حاضر رؤية المملكة 2030 التي أدرك القائمون عليها أهمية أن تكون أهدافها طموحة وملامحها في غاية الوضوح وأنها ليست رؤية جهة أو مجموعة أفراد بل هي رؤية وطن سيشارك جميع أبنائه في وضعها وتأسيسها وستنفذ بإذن الله بسواعدهم”.
وواصل سموه قائلًا: “ولأنها رؤية رُسمت ليصحبها الانجاز، وهذا ما أراد لها سمو ولي العهد “أمير الرؤية والإنجاز” فنحن في منطقة مكة المكرمة نؤكد من خلال إقامة هذا المنتدى أننا ولله الحمد بدأنا نقطف ثمار هذه الرؤية الاستثنائية في هذا الوطن الاستثنائي وخلف قائد استثنائي، حيث استشعرنا جميعًا أهمية دور المنطقة في دفع عجلة تحقيق برامج الرؤية ومن ذلك ما هو متصل بالمجال الاقتصادي والعمراني بمنطقة مكة المكرمة، خاصة مع ما تتمتع به من مقومات اقتصادية ومميزات تنافسية ولتكون جميع فعاليات وأنشطة المنطقة الاقتصادية محققة لأهداف رؤية 2030، من كل هذا وأكثر جاءت فكرة إقامة منتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي في نسخته الأولى لهذا العام 1439هـ / 2018م تحت شعار (من الرؤية إلى الإنجاز.. استثمر في مكة) بعد موافقة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة”.
وقال سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة: “في هذا المنتدى وبمشاركاتكم وخبراتكم أطلقنا منصة إلكترونية وهي جاهزة لعرض جميع الفرص الاستثمارية في المنطقة ومن هذا المنطلق فإننا نحث جميع الجهات الحكومية للمبادرة بعرض الفرص الاستثمارية التي لديها الحالية والمستقبلية عبر هذه المنصة، سعيًا لتنمية الاستثمار واستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين، كما سنعمل على تأسيس أمانة عامة دائمة للمنتدى وإقامة ورش عمل متنوعة تابعة لأعمال المنتدى طوال العام”.
وفيما يتعلق بتسهيل وتحفيز الاستثمار في المنطقة أوضح سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أنه تم تشكيل مجلس تنسيقي يضم في عضويته إمارة المنطقة وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة وفرع وزارة التجارة والاستثمار والغرف التجارية الصناعية بالمنطقة حيث سيتولى التنسيق والتكامل لرفع مستوى مشاركات القطاع الخاص وتفعيل دوره بالإسهام في تنمية وتطوير المنطقة، مضيفًا: “كما يسرني أن أعلن عن إطلاق إمارة منطقة مكة المكرمة وبالشراكة مع برنامج مراس وهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة مبادرة “مركز الخدمات الشامل” الذي سيضم مركز مراس لخدمة المستثمرين، ومركزًا لخدمة رياديي الأعمال لتلبية احتياجاتهم”.
وأضاف سموه: “الأحلام انطلقت متجاوزة عنان السماء ولن تتوقف أبدًا، وفي نفس الوقت ها هي رحلة الإنجازات الرائدة لهذا الوطن بدأت فمن مشروع البحر الأحمر مرورًا بنيوم وليس انتهاءً بالقدية، واليوم نحن في منطقة مكة المكرمة سنجعل من هذا المنتدى مكاناً يجتمع فيه الحالمون المشمرون عن سواعدهم لجعل أحلامهم لمنطقة مكة المكرمة حقيقة وإنجازًا ملموسًا، وسنسعى إلى أن تكون المنطقة هي المقصد الاقتصادي الأول كما هي المقصد الديني الأول، فمرحبًا بكم أيها الحالمون”.
وشكر سموه في ختام كلمته المشاركين وأعضاء اللجنة الإشرافية واللجنة التنفيذية للمنتدى والغرفة التجارية الصناعية بجدة لمشاركتها مع إمارة منطقة مكة المكرمة في تنظيم هذا المنتدى بالتنسيق والتعاون مع غرفتي مكة المكرمة والطائف، وكذلك الشكر موصول لكل القطاعات الحكومية والأهلية والمؤسسات والشركات الراعية والداعمة وكل من أسهم في إعداد وتنظيم هذا المنتدى.
كما قُدم ضمن فقرات الحفل عرض مرئي عن منتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي، ثم عقدت الجلسة الرئيسية للمنتدى بمشاركة معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، ومعالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، ومعالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، وأدارها الإعلامي تركي الدخيل.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي يضم ما يقارب 60 متحدثًا من رواد الأعمال وخبراء قطاع الاقتصاد محليًا وإقليميًا ودوليًا، للنقاش واستعراض التجارب الدولية الناجحة وطرح الحلول المبتكرة خلال 9 جلسات رئيسية وأخرى فرعية جميعها يسلط الضوء على المحاور الرئيسية لتحقيق رؤية المملكة 2030.
وضمت قائمة المتحدثين نخبة من رواد قطاع الصناعة والسياحة والترفيه والاقتصاد، ويأتي المنتدى ليؤكد على الفكر والنهج التطويري الذي تطبقه منطقة مكة المكرمة خلال الفترة الماضية الذي عكسته إطلاق الإمارة لحزمة من المبادرات يتشارك في تنفيذها القطاعين العام والخاص وتهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة وخلق بيئة جاذبة للاستثمارات مع الأخذ في الاعتبار العمل على تذليل أية معوقات قد تعرقل نجاح هذه الشراكة.
كما يسعى المنتدى إلى تعزيز مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية واستعراض الفرص والمقومات الاستثمارية التي تمتلكها منطقة مكة المكرمة، لاسيما وأن توجه المملكة يطمح إلى مواصلة مسيرة التطور والتحول إلى قوة استثمارية رائدة وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي من 40% إلى 65% تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، كما سيتخلل المنتدى عرض الفرص الاستثمارية في جلسات جانبية بين المستثمرين وممثلي القطاعات الحكومية.
ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المنتدى على مدار العام على شكل ورش عمل وحلقات نقاش وندوات وحوارات تستضيف نخبة من أبرز الخبراء على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي عن عدد المواضيع الاستثمارية المتنوعة، التي يأتي في مقدمتها رفع مستوى مشاركة وإسهام القطاع الخاص واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لرفع الناتج المحلي بما في ذلك دعم المنشآت والكيانات الصغيرة والمتوسطة لزيادة مشاركتها في هذا الجانب والانتقال من الواقع النظري إلى مرحلة التطبيق الفعلي.