ما يزال “لغز” اتصال المقيمة الأمريكية بمركز عمليات الدوريات في العاصمة الرياض، محيراً، وفي انْتِظَار نتائج توجيه وزير الدَّاخِلِيَّة بِالتَّحْقِيقِ في الموضوع ومعالجة القصور، فقد تعددت الروايات حول “الأمريكية” ووظيفتها وحقيقة اتصالها، والجهة التي تتبع لها، وما هو “سر” اتصالها في وقت إِعْلَان الدفاع الجوي التصدي للصاروخ الباليستي الذي تم تدميره في الجو جنوب الرياض؟ ولماذا لم تتساءل عن مخالفتها لنظام الإِجْرَاءَات الجزائية ولائحته التنفيذية ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية؟
تساؤلات عديدة
تساؤلات عديدة طرحها النشطاء على مواقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ وكتاب رأي على حساباتهم في “تويتر، مطالبين بإِيضَاحات بعد المعلومات التي نشرت عن حقيقة “الأمريكية”؟
مطالب بالمحاسبة
قال الكاتب والإِعْلَامي عبدالعزيز السويد عبدالعزيز السويد، نطالب بمحاسبة الأمريكية، بعد المعلومات التي تم تداولها وتقول: “المقيمة أمريكية الجنسية ومولودة في بورتوريكو، تُجيد التحدث بشكل مقبول باللغة العَرَبِيّة، وتعمل بوظيفة مرافقة خَاصَّة لأحد رجال الأَعْمَال الموقوفين في قضايا الفساد في المملكة”، في إِشَارَة إِلَى المعلومات التي تم تداولها في مواقع إِلِكْتُرُونِيّة.
الأجنبي.. ولغة البلد
وكان مغردون أَطْلَقُوا هشتاق (نطالب_بمحاسبة_الأمْرِيكية)، وأعجب “السويد” بتَغْرِيدة صاحب معرف “تحدث بطلاقة” التي قَالَ فيها: “في أمريكا: الأجنبي إما أن يتعلم لغة البلد، أو يتصل بطوارئ سفارته”.
تطاول وسب وقذف
وقال سلطان بن سعد مطلوب محاسبة المقيمة الأمريكية لعدة أسباب، منها: إلهاء الموظف الحُكُومِيّ عن أداء عمله، شتمها للموظف، التصوير والتشهير بقطاع حُكُومِيّ، قذف والدة الموظف، أما محمد اليحيا، فقال: “ما تلفظت به تلك الأمريكية من شتائم وتسجيلها للمكالمة ونشرها، يجب أن لا يمر مرور الكرام، لن تتجرأ على فعل ذلك في بلدها.
الرواية الأولى
الرواية الأولى المتداولة عن حقيقة المقيمة الأمريكية، أنها تقيم في المملكة مُنْذُ خمسة أعوام، وتعمل بوظيفة مرافقة خَاصَّة لأحد رجال الأَعْمَال الموقوفين في قضايا الفساد في المملكة، وتجيد اللغة العَرَبِيّة، وأن زوجة كفيلها الموقوف هي من قامت بتصوير المقطع، الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ مُنْذُ يوم أمس.
الرواية الثَّانِية
أما الرواية الثَّانِية، قَالَتْ إِنَّ المقيمة الأمريكية اتصلت على مركز معلومات الدوريات الأمنية بالرياض، ولكن مركز 911 لم يبدأ عمله في منطقة الرياض حتى الآن، وأن مكالمة المقيمة على الرقم 911 تحولت تلقائياً إلى عمليات 999، وأن مركز 911 انْطَلَقَ في منطقة مَكَّة الْمُكَرَّمَة وينتظر أن يطلق في الرياض قريباً، وتتوفر فيه أكثر من لغة أجْنَبِيَّة وقسم نسائي تعمل فيه سعوديات يتحدثن بأكثر من لغة.
الرواية الثالثة
الرواية الثالثة، أن المقيمة الأمريكية خالفت نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، ويرى المحامي سعد الباحوث، أن المقطع تضمن أكثر من فعل مجرّم بنصوص الأنظمة، فتسجيل المرأة للمكالمة فعل مجرّم؛ طِبْقَاً لما جاء في النظام الأساسي ونظام الإِجْرَاءَات الجزائية ولائحته التنفيذية ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية؛ إِذْ نصت المادة (40) من النظام الأساسي على أن «المراسلات البرقية، أو البريد، والمخابرات الهاتفية وغيرها من وسائل الاتصال مصونة، ولا يجوز مصادرتها، أو الاستماع إليها، إلا في الحالات التي يبينها النظام».
نظام الإِجْرَاءَات الجزائية
وأَضَافَ “الباحوث” قَائِلاً: إن المادة (56) من نظام الإِجْرَاءَات الجزائية نصت على أن «للرسائل البريدية والبرقية والمحادثات الهاتفية وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، لا يجوز الاطلاع عليها أو مراقبتها إلا بأمر مسبب. فيما تنص المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية على المعاقبة بالسجن لمدة تزيد على سنة، وبغرامة لا تزيد عن 500 ألف ریال، أو بإحدى العقوبتين لكل من يسجل مكالمة دون علم طرف آخر، باعتباره فعلاً مجرّمَاً وَفْقَ نَصّ القانون.
سب موظف عام
وَتَابَعَ المحامي الباحوث: تضمن مقطع الفيديو قيام المرأة بسب الموظف الذي تلقى الاتصال، ثم نشرت الفيديو عبر وسائل التقنية؛ مَا يتوافر معه في حقها الركن المادي لجريمة السب العلني فِي حَالِ توافر باقي الأركان، حتى ولو كان المجني عليه غائباً، وَفْقَ “عكاظ”.
وكان قد صدر توجيه من وزير الدَّاخِلِيَّة بِالتَّحْقِيقِ في الموضوع ومعالجة القصور.