أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الهجوم الارهابي الذي استهدف ميناء المخا من قبل المليشيات الحوثية الانقلابية يأتي محاولة منها لإعاقة تشغيل الميناء لاستقبال المساعدات والشحنات التجارية، ولاستمرار حصار سكان مدينة تعز وتهديد حركة الملاحة في مضيق باب المندب.
وجدد الوزير اليمني اتهامه لإيران بتزويد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بالأسلحة عبر تهريبها لهم، مؤكدًا أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضبطت أسلحة متطورة لم تكن في مخازن الجيش اليمني قبل الانقلاب، كما أن تطوير الصواريخ البالستية من طراز سكود يؤكد هذه الحقائق، وأن ايران تدعم الحوثيين بالأسلحة وبالخبرات وسبق لهم أن دربوا المئات.
وشدد الأرياني في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء على أن الحكومة الشرعية لن تقبل أن تستمر المليشيات الانقلابية في سيطرتها علي ميناء الحديدة لإعاقة انسياب المساعدات وتوظيف العوائد المالية لصالح المجهود الحربي وقتل اليمنيين، في حين أن الموظفين في المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة الانقلاب لم يتسلموا رواتبهم منذ أكثر من 10 أشهر، مشيرًا إلى أن الحكومة وافقت من حيث المبدأ على مقترحات ولد الشيخ فيما يخص الحديدة لإحساسها بالمسئولية تجاه كل أبناء اليمن ولكن الانقلابين رفضوا.
وحمَّل الوزير الأرياني ميليشيا الإنقلاب المسؤولية عن تعثر محادثات السلام منذ ما يزيد على عام، موضحًا أن ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح ترفض كل المقترحات التي وضعها المبعوث الدولي، مؤكدًا رغبة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الوصول إلى السلام العادل الذي يضمن عدم تكرار الإنقلاب على الدولة، والمبني على المرجعيات الثلاث وهي استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي شارك فيه ممثلين عن كل المكونات السياسية والاجتماعية والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك تنفيذ القرارات الدولية وفِي مقدمتها القرار 2216.
من جهة أخرى اتهم وزير الإعلام اليمني ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بنهب أكثر من 7 آلاف سيارة منها سيارات للإغاثة والخدمات الطبية واستخدامها في القتال، موضحًا أن منظمات الإغاثة الدولية تتجاهل عن عمد هذه الأفعال، وكذلك إعاقة عمل فرق الإغاثة، وأخذ جزء من المساعدات لصالح منتسبي الجماعة، كما أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية تغض الطرف عن ميليشيا الحوثي والانتهاكات التي يرتكبونها بحق الصحفيين والنشطاء.
وقال الأرياني: “لم نسمع صوتًا لهذه المنظمات إزاء اعتقال وإخفاء اكثر من 3 آلاف ناشط، ولم نسمعهم يتحدثون عن قتل وملاحقة ومحاكمة الصحفيين، ما نسمع هو انتقادهم المستمر للحكومة والتحالف”.
وأكد أن ميليشيا الانقلاب تسببت في قتل 14 إعلاميًا وصحفيًا، وفقدان حوالي 630 صحفيًا لأعمالهم، ونزوح المئات منهم، هذا بخلاف وجود 18 صحفيين في المعتقلات، كما صدر حكم بالإعدام على الصحفي يحيى الجبيحي في محاكمة استمرت لمدة 10 دقائق فقط، واليوم يحاكم 10 آخرين ولكن المجتمع الدولي لا يتحدث عن ذلك.
وتابع الأرياني قائلًا: “قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة كان لدينا أكثر من 295 صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية وغيرها، واليوم هناك 10 مطبوعات فقط تتبع للحوثين وحلفائهم، وأصبحت صنعاء عاصمة خالية من الرأي الآخر، وغادرتها معظم ن لم تكن كل وسائل الإعلام الدولية والإقليمية”.
ونفى الوزير الأرياني سماح القوات الحكومية لعناصر القاعدة بالمشاركة في قتال ميليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن العناصر الإرهابية وجدت في الحرب فرصة للانتشار خاصة بعد انهيار الجيش والأمن عقب الانقلاب، وانشغال القوات الموالية للحكومة في القتال مع الحوثيين.
وأكد أن توجيهات الرئيس اليمني ونائبه ورئيس الوزراء وبالتنسيق مع التحالف في مسارين هما استعادة الدولة من الانقلابين، ومكافحة الارهاب والتطرف، موضحًا أن بلاده تتعاون بشكل وثيق مع التحالف العربي والولايات المتحدة في ملاحقة عناصر القاعدة، وتمكن هذا التنسيق من قتل عدد من لقيادات في التنظيم وهذا التعاون مستمر ولن يتوقف.
وأكد الوزير الأرياني أن العمليات العسكرية لم تتأثر بمقاطعة قطر، حيث أصدرت الحكومة بيانًا حيال ذلك، موضحًا أن حكومة بلاده تعمل على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة رغم الأوضاع الصعبة التي تعمل فيها الحكومة في عدن نتيجة الدمار الذي قامت به ميليشيا الانقلاب، وتدميرها البنية التحتية وتمزيقها للنسيج الاجتماعي، حيث تحاول الدولة حاليًا بكل جهدها إعادة بنيتها التحتية وتلبية احتياجات المواطنين.
وأشار الأرياني إلى أن حكومة رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر وبتوجيهات من الرئيس اليمني وبدعم من الأشقاء في التحالف استطاعت أن تدفع الرواتب في المحافظات المحررة، وأن تعمل على معالجة مشكلة الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وتبدأ تدريجيًا في إعادة تأهيل بعض الطرقات، وأن تعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب، لافتًا إلى أن هناك مشاورات مستمرة مع شركة توتال التي تدير المشروع، وترتيبات أمنية تتخذها الحكومة بالمشاركة مع قوات التحالف لتأمين أنبوب الضخ ومنشآت التصدير بشكل كلي، وعند الانتهاء من كل هذه الترتيبات سيتم استئناف العمل الذي من المتوقع أن يكون في وقت قريب.
وطالب الوزير الأرياني المجتمع الدولي ودول الخليج بدعم مساعي الحكومة في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، في هذه المرحلة، مجددًا شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية صاحبة الأيادي البيضاء، والتي لن ينسى اليمنيون ما قدمته وتقدمه لليمن من مساعدات مختلفة لعودة الحياة في المحافظات المحررة.