قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، إن الانقلاب الصيفي سيحدث يوم الثلاثاء 21 يونيو عند الساعة الـ12:13 ظهرًا بتوقيت مكة (الـ09:13 صباحًا بتوقيت غرينتش)، وستكون الشمس مباشرة فوق مدار السرطان إيذانًا بأول أيام الصيف فلكيًّا، الذي يستمر 93 يومًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأضاف لـ”سبق”: “سيشاهَد قبل شروق شمس الانقلاب الصيفي هذا العام جميع الكواكب الخمسة المرئية بالعين المجردة في نظامنا الشمسي مجتمعة في البقعة نفسها من السماء بالأفق الجنوب الشرقي، وسيكون من اللافت للنظر أن ترتيبها على قبة السماء وفق بُعدها الطبيعي من الشمس؛ فأولاً عطارد والزهرة – وهما الكوكبان الداخليان اللذان يدوران حول الشمس داخل مدار الأرض – يليهما المريخ والمشتري، ثم زحل”.
وأردف: “ستشرق الشمس في هذا اليوم من أقصى الشمال الشرقي، وظلال الأشياء عند الظهر ستكون الأقصر خلال السنة؛ فالشمس في الانقلاب الصيفي تأخذ أقصى قوس مسار ظاهري نحو الشمال، وهي أعلى شمس ارتفاعًا، كما تشاهَد من مدار السرطان وكل المناطق الشمالية. وستكون ساعات النهار أطول من ساعات الليل، وستغرب في أقصى الشمال الغربي”.
وتابع: “يحدث الانقلاب الصيفي عندما تصل الشمس ظاهريًّا إلى أقصى نقطة شمال بالسماء بالتزامن مع وصول الكرة الأرضية إلى أقصى نقطة في مدارها؛ إذ يكون القطب الشمالي عند أقصى ميل له (نحو 23.5 درجة) نحو الشمس؛ ما ينتج منه أطول نهار (أطول فترة لساعات ضوء الشمس)، وأقصر ليل في السنة التقويمية؛ إذ يتلقى النصف الشمالي من كوكبنا ضوء الشمس في أقصى زاوية مباشرة في العام؛ وسيكون طول النهار أكثر من 12 ساعة شمال خط الاستواء، في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي من الأرض جنوب خط الاستواء؛ إذ يكون النهار أقصر من 12 ساعة”.
وأشار إلى أن وقت الانقلاب الصيفي لا يحدث في التاريخ نفسه كل عام؛ فهو يعتمد على وقت وصول الشمس إلى أقصى نقطة نحو الشمال من خط الاستواء السماوي، الذي يتراوح في النصف الشمالي من الكرة الأرضية من 20 إلى 22 يونيو، إضافة للاختلاف بين نظام التقويم، الذي عادة ما يكون 365 يومًا، والسنة المدارية (المدة التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس مرة واحدة)، التي تبلغ نحو 365.242199 يوم، وللتعويض عن جزء الأيام المفقود، يضيف التقويم يومًا كبيسًا تقريبًا كل 4 سنوات؛ ما يجعل تاريخ الصيف يقفز للخلف، ومع ذلك يتغير التاريخ أيضًا بسبب تأثيرات أخرى، مثل سحب الجاذبية من القمر والكواكب، وكذلك التذبذب الطفيف في دوران الأرض”.
وأوضح أن بداية فصل الصيف من الناحية الفنية تعتمد على ما إذا كنا نتحدث عن بداية الموسم في مجال الأرصاد الجوية أو الفلكية؛ إذ يقسِّم معظم علماء الأرصاد الجوية السنة إلى أربعة فصول بناء على الأشهر ودورة درجة الحرارة، وفي هذا النظام يبدأ الصيف في 1 يونيو، وينتهي في 31 أغسطس؛ لذلك لا يعتبر الانقلاب الصيفي هو اليوم الأول من الصيف من منظور الأرصاد الجوية. أما من الناحية الفلكية فيقال إن اليوم الأول من الصيف هو عندما تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء، وهذا يحدث في الانقلاب الصيفي؛ لذلك يعتبر هو أول أيام الصيف من الناحية الفلكية.
وأكد أن يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو أطول يوم في السنة، ولكن ليس أكثر أيام السنة حرارة على مستوى كوكبنا؛ وذلك لأن الغلاف الجوي واليابسة والمحيطات تمتص جزءًا من الطاقة القادمة من الشمس وتخزنها، وتعيد إطلاقها كحرارة بمعدلات مختلفة. والماء أبطأ في التسخين (أو التبريد) من الهواء أو اليابسة.
ولفت إلى أنه عند الانقلاب الشمسي الصيفي يستقبل النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكبر قدر من الطاقة (أعلى كثافة) من الشمس بسبب زاوية ضوء الشمس وطول النهار، ومع ذلك لا تزال الأرض والمحيطات باردة نسبيًّا؛ لذلك لم يتم الشعور بأقصى تأثير للتدفئة على درجة حرارة الهواء بعد.
وقال: “نهاية المطاف ستطلق الأرض، خاصة المحيطات، الحرارة المخزنة من الانقلاب الصيفي مرة أخرى إلى الغلاف الجوي؛ فينتج من هذا عادة أعلى درجات حرارة، وتظهر في أواخر (يوليو) أو (أغسطس)، أو بعد ذلك، اعتمادًا على خط العرض وعوامل أخرى. ويسمى هذا التأثير بالتأخر الموسمي”.
وأشار إلى أن يوم الانقلاب الصيفي استُخدم لمعرفة أن الأرض كروية باستخدام قواعد الهندسة، وتم حساب محيط كوكبنا بطريقة بسيطة، ولكن عبقرية، قبل أكثر من 2000 عام بدون أي مساعدة من التقنيات الحديثة.
يذكر أنه بعد يوم الانقلاب الصيفي ستبدأ الشمس ظاهريًّا بالانتقال باتجاه الجنوب من جديد في قبة السماء، وتبدأ ساعات النهار تتقلص تدريجيًّا نتيجة لتقدم الأرض في مدارها حول الشمس حتى موعد الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر المقبل.