وجدت دراسة نشرت مؤخرا، أن الأدوية المضادة للاكتئاب فعالة في علاج ”العين الكسولة“ عند البالغين.
ونشر باحثون في كلية طب إيرفين بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، في مجلة Current Biology العلمية، كيف أن دواء الكيتامين، والذي يستخدم للسيطرة على الألم وكمضاد للاكتئاب عند البشر، يعد فعالا في علاج ”الغمش“ وهو اضطراب دماغي يُعرف باسم ”العين الكسولة“ أو ”الحول“، عند البالغين.
من جانبه، قال شيانغمين شو، الدكتور في التشريح والبيولوجيا العصبية، ومدير مركز رسم خرائط الدوائر العصبية في كلية الطب UCI بجامعة كاليفورنيا: ”دراستنا توضح كيف أن تناول جرعة واحدة من الكيتامين المخدرة، تنشط من ليونة القشرة البصرية للبالغين، وتُعزز الاسترداد الوظيفي لعيوب حدة البصر الناتجة عن (الغمش)“.
ووفقا لموقع Newswise العلمي، فإن مخدر الكيتامين، يشاع استخدامه لعلاج الاكتئاب والألم، حيث يثير تأثيرات مضادة للاكتئاب سريعة وطويلة الأمد لدى المرضى من البشر.
وكان هناك دليل على أن الكيتامين قد يتحكم في كيفية قيام الجهاز العصبي بإجراء تغييرات هيكلية والاستجابة للمطالب الداخلية والخارجية، في عملية تسمى الليونة العصبية.
ولكن طريقة عمل الدواء ظلت بعيدة المنال حتى الآن.
من ناحيته قال ستيفن جريكو؛ الباحث ما بعد الدكتوراه في مختبر Xu بجامعة ديلاوير الأمريكية، والمؤلف الرئيسي: ”أظهر فريق البحث لدينا أن الكيتامين ينظم جين التعبير الوظيفي NRG1 في الخلايا المثبطة للخلايا العصبية PV، حيث يؤدي ذلك إلى إزالة التثبيط القشري المستدام، وتعزيز الليونة القشرية في القشرة الدماغية البصرية للبالغين ”.
بدوره، قال شين تشياو، باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر Xu، والمؤلف الأول المشارك بالدراسة: ”من خلال هذه الآلية القائمة على الليونة العصبية، يتوسط الكيتامين للانتعاش الوظيفي في كسل العين عند البالغين.“
يُذكر أن الغمش، هو اضطراب في الرؤية يفشل فيه الدماغ في معالجة المدخلات من إحدى العينين، لصالح العين الأخرى.
ويمكن أن تؤدي الحالة إلى انخفاض الرؤية في العين المصابة.
وكل عام، يتم تشخيص ما بين واحد إلى خمسة بالمئة، من الأطفال في جميع أنحاء العالم، بهذه الحالة.
وتُعد إجراءات الكيتامين السريعة والمستمرة، تبشر بالخير لتطبيقات علاجية تعتمد على إعادة تنشيط الليونة القشرية البصرية في الدماغ للبالغين.
وهناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات لتحديد الآثار الكاملة لهذا الاكتشاف.
وتم دعم هذه الدراسة جزئيًا من خلال المنح من معاهد الصحة الوطنية (NIH) في الولايات المتحدة.