أشاد الدكتور عبدالله بن محمد المرحبي إمام وخطيب الجامع الكبير في محافظة القنفذة بالقرار الحكيم الذي أتخذته حكومة خادم الحرمين الشريفين بإقامة حج هذا العام، وأن يكون الحج مقتصرًا على حجاج الداخل وفق ضوابط صحية وبأعداد محدودة جدًا.
وقال المرحبي: “الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد.. الحمد لله الذي منَّ على الأمة الإسلامية بهذه القيادة الحكيمة الرشيدة الصالحة العادلة الناصحة، التي بذلت من أجل الإنسانية الغالي والنفيس وجعلت مقصد الحفاظ على النفس البشرية من أهم مقاصدها، فقد أُسست هذه الدولة العظيمة على هدي الكتاب والسنة وتطبيق الشريعة الإسلامية، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وبذلوا الأموال الطائلة والمشاريع والجهود العظيمة، وسخروا الإمكانات الكبيرة منذ أن أسسها الإمام الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، ومن بعده أبناؤه البررة -رحمهم الله تعالى- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين”.
وأضاف: “نظرًا لما يمر به العالم أجمع من انتشار هذا الوباء وخطورته على الناس بعد إصابة الملايين منهم وإهلاكه لمئات الألوف، ولا زال الخطر باقيًا على الأرواح، لكن حكمة القيادة الرشيدة -وفقها الله وسددها-، وإيمانها العظيم بالله، وحرصها الشديد على إقامة شعائر الله ، جاء القرار الحكيم بإقامة حج هذه العام بأعداد محدودة، وكان هذا القرار وفق أحكام الشريعة الإسلامية منبثقًا من قواعدها الشرعية، مدروسًا دراسة شرعية علمية مبنية على قواعد فقهية كبرى ومصالح مرعية عظمى وتحقيق مقاصد شرعية فيها حماية للنفوس، ونصح للرعية، وقيام بفرض الكفاية ودفع للضرر عن البلاد والعباد في مثل هذه الجوائح والنوازل التي مرت عبر التاريخ”.
وتابع: “إن الحج فريضة شرعها الله لمن استطاع إليه سبيلًا ومن لم يستطع فهو معذور عند الله، وهذه الجائحة من العذر والمسلم يؤجر على نيته الصالحة، وقد أسقط الله قصد بيته لمن كان خائفًا على نفسه، أو على غيره وفي ذلك حكمة عظيمة، ولما كان الحج فرض كفاية على عموم المسلمين، وحتى لا يتعطل بيت الله الحرام عن إقامة هذه الشعيرة، ويحصل فرض الكفاية بحج طائفة من المسلمين وإن قل عددهم، ولأن خطر المرض قائم، فالأمر بحفظ النفوس المعصومة، ودفع الأذى جاءت به النصوص الشرعية (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وقوله صلى الله عليه وسلم “لاضرر ولا ضرار” رواه ابن ماجه، وجاء الأمر في شريعتنا باتخاذ أسباب الوقاية من الأوبئة والأمراض المعدية فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يورد ممرض على مصح” متفق عليه”.
وواصل: “فهذا القرار التاريخي الذي اتخذته القيادة الحكيمة المؤمنة المحسنة تحققت فيه مقاصد الشريعة بإقامة شعيرة الحج والحفاظ على أرواح المسلمين وفق إجراءات وضوابط واحترازات وقائية وفق متابعة لجان مشرفة متخصصة وجهات مختصة. أسأل الله أن يجزي ولاة أمورنا خير الجزاء وأن يوفقهم لما فيه الخير للإسلام والمسلمين وأن يحفظ العباد والبلاد وأن يرفع عنا هذا الوباء بمنّه ولطفه وكرمه”.