في ظل هذا الحدث العالمي والجائحة الكونية لا يسع الإنسان المؤمن بخالقه الواثق بربه إلا أن يتلمس الحكم الربانيه في هذا الابتلاء الذي عم العالم بأسره، ليستشعروا مدى ضآلة قوتهم وجبروتهم أمام قوة الباري سبحانه وتعالى مهما بلغت إمكاناتهم وتقنياتهم ومخترعاتهم، ويرجعوا إلى الله بالاستغفار والتوبة إليه فقد رأينا التقنية والتقدم التكنولوجي في الصين وكوريا وجميع الدول المتقدمة في هذا المجال وقفت عاجزة أمام هذا الوباء ولم يجدي كل ذلك التقدم العلمي والتقني في كبح انتشاره أو إيجاد لقاح أو علاج له حتى يأذن الله بذلك، وحتى تلك الدول التي كانت مقصدا لعلاج أعتى الأمراض وأشدها كالسرطانات والأورام والأمراض المستعصية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا باتت اليوم من أكثر دول العالم التي انتشر فيها هذا الوباء ووقفت جميع معاملها ومراكز أبحاثها وأقوى إمكاناتها العلمية والتقنية والصحية عاجزة أمام هذا الفيروس المجهري الذي يصنف ضمن فصيلة أمراض الإنفلونزا
والتي تعتبر من الأمراض غير الخطيرة ورغم ذلك لما شاء الله جعله متطورًا وخطيرًا وسريع الانتشار والعدوى وليس له علاج
ولما غاب الدواء المادي وانقطعت الأسباب المادية أصبح المفر والملجأ هو الرجوع إلى الله والتضرع إليه بأن يصرفه عنا ويكفينا شره والتحصن بالأذكار الشرعية واتباع السبل الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة واجتهادات العلماء في مثل هذه النوازل.
وبفضل من الله فقد قامت حكومتنا الرشيدة بفرض بعض الاحترازات التي راعت مصلحة مواطن هذا البلد والمقيمين فيه وقدمتها على كثير من المصالح الاقتصادية والسياسية للدولة وما منع حركة الطيران والحد منها وإغلاق المولات والأسواق والمحال التجارية ومنع الاحتكار وزيادة الأسعار رغم هذه الظروف إلا دليل على أن إنسان هذا البلد هو الأهم و الهم الأول لحكومة هذه البلاد وفقها الله لما يحب ويرضى لذا كان لزاما على الجميع مساعدة الدولة لإنجاح خططها الاستباقية والوقائية لمنع انتشار هذا الوباء بحول الله وقوته بالإلتزام بجميع الأوامر والتعليمات الصادرة عنها حتى لا تغرق السفينة فكل هذه الجهود التي تبذلها الدولة ما لم يقم المواطن والمقيم بتنفيذها لا قدر الله فسيكون مصيرنا مثل مصير الكثير من الدول التي انتشر فيها هذا المرض انتشار النار في الهشيم فالمواطن هو خط الدفاع الأول لهذا الوطن وهذا ما تؤكد عليه قيادة هذه البلاد في كل مناسبة نسأل الله أن يحمينا ويحمي بلادنا وجميع بلاد المسلمين من جميع الشرور والأوبئة وان يعجل بزوال هذه الغمة إنه سميع مجيب.