ذكر فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم إن من الظواهر التي تكثر في أروقة المحاكم ظواهر لا يليق بالمسلم أن يقع فيها ولا يحل لمؤمن أن تقع منه مثل هذه الظواهر القبيحة مستغلًا قدرته في المطالبة ودريته في إجادة الادعاء , فمن هذه الظواهر الدعاوى الكاذبة التي لا حقيقة لها بل هي دعوى باطل وفجور , قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ) .
وأضاف فضيلته ومن الظواهر القبيحة والأمور الشنيعة الإقدام على اليمين الفاجرة ليقتطع بها المسلم حق أخيه بغير حق , قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
وأكد فضيلته من الظواهر الخطيرة على دين الناس ودنياهم وأفرادهم ومجتمعاتهم التساهل في شهادة الزور لنفع مادي أو من باب ما يظنه البعض أنه من التعاون الذي ينفع به قريبه أو صديقه وكل ذلك من الكبائر القبيحة والذنوب العظيمة , قال تعالى (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) .
وبينّ فضيلته ومن الظواهر السيئة والصور القبيحة التي يلجئ فيها صاحب الحق إلى القضاء ما يحدث من بعض الزوجين بعد الطلاق مما لا يقره الشرع القويم ولا الخلق الكريم ولا الطبع السليم , قال تعالى (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) .
واختتم فضيلته الخطبة بالإشارة إلى أن من يعرف المحاكم وما يدور فيها من قضايا حضانة الأولاد ورؤيتهم بعد الطلاق يأسف لبعض ممارسات أحد الزوجين في جعل الأولاد ضحية لأجل الأضرار بالآخر والواجب الوقوف عند حدود الله ومراعاة مصالح الأولاد والحرص على اختيار المأوى الهادئ والملجأ الآمن وأن يتعاون الزوجان على غرس الحب والسكينة والطمأنينة في نفوس أبنائهما , وهذا لا يكون إلا باطراح المصالح الذاتية وتقديم مصالح الأولاد وتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي لهم لينشئوا نشاءه سليمة , قال تعالى (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) .