شرَّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مساء اليوم، الأربعاء حفل استقبال أهالي منطقة المدينة المنورة، ودشن – أيده الله – عدداً من المشروعات في المنطقة.
وفور وصول خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل في قصر إمارة منطقة المدينة المنورة، كان في استقباله -رعاه الله-، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة، ثم عزف السلام الملكي.
وبعد أن أخذ الملك المفدى -أيده الله- مكانه بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وألقيت كلمة أهالي منطقة المدينة المنورة ألقاها نيابة عنهم قيس بن جليدان , رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-, وأصحاب السمو والفضيلة والمعالي.
وقال: “تعيش المدينة المنورة ومحافظاتها ومراكزها سعادة غامرة بزيارة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وماتحمله هذه الزيارة من رعاية أبوية كريمة من قائد حكيم وعظيم فأهلًا وسهلًا بكم أيها الملك المفدى في طيبة الطيبة، مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف: “لقد أفاض الله علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأوصانا بعظيم الشكر له على هذه النعم, وفي مقدمتها نعمة التوحيد الذي رفع رايته مؤسس هذا الوطن الغالي الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ثم سار أبنائه البرره على نهجه، حيث فتح الله كنوز أرضه وعمَّ الأمن والأمان أرجاء وطننا الغالي، وتستمر مسيرة العطاء بحرصكم يا خادم الحرمين الشريفين على الحفاظ على أمن وأمان هذا الوطن الغالي والعمل على كل ما فيه نفع للوطن والمواطن وسط التحديات الإقليمية والعالمية والكل يشهد بجهودكم العظيمة في مواجهة هذه التحديات بعزيمة قوية وحزم وثقة بالله عز وجل ونصره المؤزر”.
ونوَّه جليدان بما تحضى به المدينة المنورة من اهتمام ورعاية من القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن ذلك أنه تم في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- تنفيذ مطبعة خاصة للطباعة المصحف الشريف المحفوظ من الله -عز وجل- والتي تقوم الدولة بتوزيع ملايين النسخ منه سنوياً في الداخل والخارج، ثم أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتنفيذ مجمع خاص للحديث النبوي الشريف حفاظًا على الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة للاقتداء بسنة نبي الهدى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وقال جليدان في كلمته: “إننا نعيش اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي يشهد دعمًا لكل القطاعات التنموية والاجتماعية بمشاريع اقتصادية وثقافية متنوعة، تولدت منها فرص متعددة في العمل برؤيا مميزة بين الدول إنها رؤية المملكة 2030م, التي صدرت على ضوئها الأوامر السامية والأنظمة والتشريعات لتوليد بيئة جديدة لدعم التنمية وخلق فرص متعددة للاستثمارات والتوظيف، وتحسين جودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يقوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- بجهود عظيمة ومميزة لمتابعة تنفيذ هذه الرؤيا ومشاريعها المتنوعة، سائلين الله عز وجل لسموه العون والتوفيق والسداد”.
وأكد أن تواصل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل مع أهالي المنطقة وجهودهم البناءة يعكس اهتمامكم الدائم بالمدينة المنورة ومشاريعها التنموية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تنفيذ المشاريع المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن أثناء زيارتهم للمدينة المنورة, وإن أعمالكم وإشرافكم المباشر ومتابعتكم لتيسير أمور ضيوف الرحمن خلال مدة أداء فريضة الحج في أكبر تجمع بشري في العالم وفي مدة وأماكن محدودة تترجم اعتزازكم بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
ودعا قيس بن جليدان في ختام كلمته الله تعالى أن يحفظ القيادة الرشيدة وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فيلمًا عن موسوعة معمار المسجد النبوي الشريف التي تعد مرجعًا توثيقيًا تحليليًا عن معمار المسجد النبوي وتطويره عبر العصور.
بعد ذلك ألقى معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبدالمحسن الفضلي كلمة رفع خلالها الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على رعايته -أيده الله- اليوم حفل تدشين مشروع إنشاء محطة التحلية وتوريد الطاقة الكهربائية بينبع ونظام نقل مياه “ينبع، المدينة المنورة” المرحلة الثالثة، التي تأتي امتدادًا لاهتمامه -رعاه الله- بتوفير المياه للمواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام وزوار الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، في إطار الرعاية الكريمة من القيادة الرشيدة للوطن والمواطنين في عموم مناطق المملكة.
وقال معاليه: “إن مشروع إنشاء محطة التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية “ينبع” ونظام نقل مياه “ينبع، المدينة” المرحلة الثالثة، يشكل رافدًا مهمًا من مشاريع المياه بمنطقة المدينة المنورة، حيث يأتي ضمن منظومة متكاملة من خدمات المياه التي ستزيد -بمشيئة الله- امدادات المياه بالمنطقة بمقدار 550 ألف متر مكعب يوميًا من خلال 6 وحدات لإنتاج المياه تعمل بطريقة التبخير الوميضي متعدد المراحل، إضافة إلى خمس مجموعات من وحدات الطاقة الكهربائية تنتج أكثر من ثلاث آلاف ميجا وات من الكهرباء، ويتزامن ذلك مع إنشاء نظام متكامل لنقل المياه المحلاة بطول 603 كليومترات، وإنشاء خزانات سعتها التخزينية أكثر من مليون متر مكعب من المياه، إضافة إلى محطات للضخ، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الذي تجاوزت تكاليفه الإجمالية واحد وعشرين مليار ريال، سيرفع امدادات المياه الى المدينة المنورة وسيخدم أغلب محافظات المنطقة، التي ستصل المياه المحلاة إلى بضعها لأول مرة، مبينًا أنه سيتبع هذا المشروع المهم عدداً من المشاريع الحيوية المهمة.
وأضاف: “إن هذه المشروعات تأتي انطلاقًا من الرؤية الثاقبة والاهتمام الدائم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لتوفير المياه من كل المصادر المتاحة وتعظيم الاستفادة من مواردها وترشيدها، مبينًا أنه بلغ إجمالي قيمة مشاريع المياه وخدماتها بمنطقة المدينة المنورة من عام 2015 م حتى تاريخه “مليار وتسعين مليون ريال”، وأسهمت هذه المشروعات مع ما سبقها من مشاريع آخرى, سواء ما يتعلق بتحليه المياه المالحة أو غيرها من المصادر في تلبيه الطلب المتزايد على المياه، وسد حاجة المواطنين والمقيمين في المنطقة ومحافظاتها , وزوار المسجد النبوي الشريف.
وتابع معالي المهندس الفضلي يقول: “ولمواكبة رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، تعمل المؤسسة على الأخذ بأحدث الاساليب التقينه في مجال صناعة التحلية ذات الكفاءة والموثوقية الموفر للطاقة”، موضحًا أنه للخبرات التراكمية لدى منسوبي المؤسسة في مجالات إدارة المشاريع, والتشغيل، والصيانة”، تمكنت المؤسسة بعون الله، ثم بدعم الدولة السخي من توطين هذه الصناعة وتطويرها، حتى أصبحت خيارًا استراتيجيا لمياه الشرب، الأمر الذي استمرت معه المملكة ولله الحمد تتبوأ مكان الصدارة والريادة على مستوى العالم في مجال تحليه المياه المالحة، حيث بلغ إنتاجها من مياه البحر المحلاة 20% من الإنتاج العالمي، تنتج منها المؤسسة حوالي 5.200.000 متر مكعب يومًا من خلال 31 محطة تحلية على امتداد ساحلي الخليج العربي والبحر الاحمر، وتنقل بواسطة شبكة خطوط أنابيب عملاقة تبلغ اطوالها حوالي 8 آلاف كيلو متر، إضافة الى ما يتم إنتاجه من الكهرباء، والذي يزيد على 121 ألف ميجاوات يوميًا.
وأردف معاليه يقول: “إن كل هذه المنجزات تمت -بتوفيق الله- ثم بالتوجيهات السديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسواعد منسوبي المؤسسة الذين تم تأهليهم وتدريبهم من خلال مركز التدريب التابع للمؤسسة، أو عن طريق الجامعات السعودية والعالمية”، مبينًا ان نسبة السعودة في مختلف قطاعات المؤسسة ومحطاتها بلغت حوالي 96% من إجمالي عدد العاملين، الذي تجاوز عددهم 10 آلاف موظف.
ورفع معالي وزير البيئة والمياه والزراعة في ختام كلمته، أصالة عن نفسه ونيابة عن جميع منسوبي الوزارة والمؤسسة العامة لتحليه المياه المالحة, الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على هذه الرعاية الكريمة التي تأتي امتدادًا للدعم المتواصل لهذا القطاع الحيوي المهم، مقدمًا شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، لما يوليه من دعم واهتمام لجميع مشاريع المياه وخدماتها بعموم مناطق المملكة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة على متابعته واهتمامه لمشاريع المياه في المنطقة وحرصه على تنفيذها،داعيًا الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمان والرخاء في ظل القيادة الحكيمة.
عقب ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – والحضور فيلمًا عن محطة التحلية وتوليد الطاقة “مشروع المرحلة الثالثة” من محطات تحلية ينبع والأنظمة التابعة لها .
عقب ذلك ألقى معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة كلمة رفع خلالها أصدق التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وللشعب السعودي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين للمملكة، مضيفًا: “نحتفي باليوم الوطني في هذه المدينة المباركة التي حظيت باهتمام بالغ منذ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- مرورًا بأبنائه الملوك البرره -رحمهم الله-، حتى هذا العهد الزاهر الذي تحظى فيه هذه المدينة وباقي مناطقة ومدن المملكة برعاية واهتمام من القيادة الرشيدة -حفظها الله- حرصًا على توفير أسباب الحياه الكريمة للمواطنين والمقيمين في بلدنا الغالي”.
وقال معاليه: “لقد حظي القطاع الصحي بالمملكة بدعم منقطع النظير من الدولة -أيدها الله- وهو انعكاس لاهتمام القيادة بصحة المواطن والمقيم ,وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق ذلك”.
وأضاف معاليه: “سيدي خادم الحرمين الشريفين يشرفني بهذا اليوم أن أعلن عن مكرمتكم -حفظكم الله- وأمركم الكريم بتحويل مشروع مستشفى الميقات الجديد لسعة 300 سرير إلى مستشفى تخصصي، وضمه إلى المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وسيكون هذا المشروع بعد اكتماله وتشغيله إضافة نوعية في الرعاية الطبية التخصصية بالمملكة، إذ ستطبق فيها أحدث معايير واساليب تقديم الخدمة , وتجويدها عبر ربطه وتكاملة مع منظومة المؤسسة”.
وتابع معالي الدكتور الربيعة يقول: “إن المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث حضيت باهتمام ودعم ومتابعة دقيقة من مقامكم الكريم منذ أن كنتم أميرًا لمنطقة الرياض، ونتج عن ذلك تقييمها لتكون من أفضل 100 منشآة طبية في العالم وهي أحدى من منجزات ومفاخر هذا الوطن العظيم”، ودعا معاليه في ختام كلمته الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ويمدكم بالعون والتوفيق.
إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- والحضور فيلمًا عن مشروع إنشاء مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمدينة المنورة .